حقق
ريال مدريد فوزاً ساحقاً على ضيفه فياريال بستة أهداف مقابل هدفين في
المباراة التي جرت على ملعب سانتياجو برنابيو في ختام اليوم الثاني من
الأسبوع الـ23 في الليجا.
سيطر ريال مدريد على أغلب فترات الشوط
الأول بفضل الانتشار السليم للاعبين على الأطراف ولكن العمق الهجومي كان
هشاً بعض الشيء لعدم مساندة الثنائي "جينيريو ولاسانا ديارا" لزملائهم
أثناء الهجمات خاصةً "جينيريو" الذي ترك كاكا وإيجوين بمفردهما بمحاولة
الاختراق من العمق الدفاعي (غير الصلد لفياريال) والذي تواجد فيه لأول مرة
هذا الموسم المدافع الأرجنتيني "موساتشو" بدلاً من الأوروجوياني "جودين"
المتعرض للإيقاف لطرده في مباراة أثلتيك بيلباو الأسبوع الماضـي.
وشن
الريال عدة هجمات لم تنته بذلك النجاح المنتظر نظراً لقوتها بوجود الخبير
"كابديفيلا" والمدافع السريع "ماركانو"، لذا حاول كريستيانو مع مارسيلو
الاختراق من جهة اليمين الضعيفة جداً في فياريال، ليحصل الريال من تلك
الجهة على أول فرصة حقيقية للتهديف بركلة حرة مباشرة انبرى لها كريستيانو
رونالدو في الدقيقة 18، وعلى طريقته الخاصة يُرسل الكرة بوجه القدم في
الزاوية اليسرى لدييجو لوبيز.
واشهر كريس فانلته الداخلية التي كتب
عليها اسم مدينة "ماديرا" البرتغالية في لفته إنسانية جميلة منه حيث تعرضت
هذه المدينة لأزمة مناخية قبل أيام بسبب السيول والتي تسببت بحدوث أضرار
بشرية ومادية فادحـة.
ووقت تنفيذ فياريال ضربة البداية بعد هذا
الهدف قص تشابي ألونسو الكرة ومررها بسرعة لمارسيليهو المنطلق على الجهة
اليسرى وفي نفس الوقت كان كلٍ من "كاكا، رونالدو وهيجواين" يركضوا داخل
منطقة الجزاء ووقت تمرير مارسيليهو للعرضية دون أية مضايقات من فينتا تعرض
"هيجواين" للعرقلة داخل صندوق العمليات أثناء ركضه من المدافع "ماركانو"
ليطلق الحكم "مونيوز" صافرته معلناً عن ركلة جزاء تصدى لها البرازيلي كاكا
وسددها بقوة عكس اتجاه لوبيز الذي ذهب يساراً، ليعلن عن تقدم الريال بالهدف
الثاني في الدقيقة 20.
تأثر لاعبو فياريال نفسياً بسبب هذه
النتيجة المُحبطة فكاد رونالدو يُحرز الهدف الثالث في الدقيقة 28 إثر
تسديدة يمينية من على بُعد 18 ياردة بعد تلقيه تمريرة من هيجواين، لكنها
ذهبت جوار القائم الأيسر بياردة واحدة.
واستعاد فياريال حضوره الفني والنفسي
بعد هذه الهجمة في الدقيقة 31 بفضل الهدف الذي احرزه البرازيلي الإسباني
"سيينا" من ركلة حرة مباشرة، ارسلها مقوسة من فوق الحائط البشري لتذهب في
المقص الأيمن لإيكر كاسيـاس صعبة للغايـة، لتشتعل المباراة ويبدأ المدير
الفني الشاب لفياريال "جاريدو" يوجه لاعبيه وقام بعمل تغييرات تكتيكية داخل
أرضية الميدان بتقدم "كابديفيلا" للأمام أكثر من اللازم لمساندة ماركو
روبن ناحية اليسار، وعودة برونو سوريانو لتغطيته، وبسبب هذا الاهتمام
المفرط بالجهة اليسرى كاد ماركو روبن يُحرز هدف التعديل في الدقيقة 41
بمساعدة المدافع "ألبيول" عندما مرر عرضية ارتطمت في جسد مدافع فالنسيا
السابق لتغير مسارها إلى المرمى لكن كاسياس لحق بالكرة وابعدها لركنية.
وبسبب
هذا الاهتمام المفرط بالجهة اليسرى تأثرت الجهة اليمنى لفياريال حيث خسر
بينتا صراعه مع كريستيانو رونالدو في الدقيقة 43 عندما مر البرتغالي منه ثم
من موساتشو ليسدد بيمناه صاروخ تصدى له بأعجوبة "دييجو لوبيز"، وينتهي
الشوط الأول عند هذه النتيجة السعيدة لريال مدريد وبالتأكيد لفياريال الذي
عاد من بعيد فقد ظهر عليه الانهيار جلياً في أول 25 وكأنه مستعد لتلقي 3
أهداف أو ربما 4!!.
الشوط الثاني بدأ بسيطرة واضحة من ريال مدريد
لكنها السيطرة التي افتقدت للمسة قبل الأخيرة لكن الشعور العام كان واضحاً
أن النادي الملكي قريب من تسجيل هدف وهو الأمر الذي تحقق بالفعل في الدقيقة
55 وذلك بعد أن انطلق كريستيانو رونالدو في الناحية اليمنى مستغلاً تمريرة
جميلة من أربيلوا فحولها البرتغالي عرضية أرضية إلى هيجواين المندفع والذي
أودعها المرمى على يسار دييجو لوبيز مشعلاً الفرحة المدريدية الثالثة.
أشرك جاريدو المدير الفني
لفياريال روبيرت بيريس لعل وعسى يعطي الهجمات الصفراء روح جديدة لكن الروح
تأجلت بعض الشيء بعد أن أضاع رونالدو إنفراد تام في الدقيقة 66 بعد أن تصدى
له دييجو لوبيز ببراعة.
وعلى طريقة كرة اليد عندما يصد الحارس
الكرة وترتد بهدف عكسي فعلها فياريال بهجمة مرتدة مثالية قادها نيلمار ومر
من أكثر من لاعب قبل أن يمرر لروبيرت بيريس الذي أعادها للمهاجم البرازيلي
ليسددها الأخير بيسراه من على بعد 8 ياردات على يمين كاسياس الذي ضرب كفاً
بكف على دفاع فريقه.
لكن من كان يحتاج لضرب الكف بالكف فعلاً هو
دييجو لوبيز الذي أعلنت جبهة فريق اليمنى عن خصم خاص لهجمات الريال بل كانت
مجانية في بعض الأوقات واستغلها اللوس بلانكوس أفضل إستغلال وذلك بعد أن
أرسل رونالدو مارسيلو إلى داخل منطقة الجزاء فحولها الظهير "البرازيلي" إلى
المهاجم "الأرجنتيني" الذي لم يجد صعوبة في إيداعها المرمى في الدقيقة 71.
ظهر
وأن الريال تعلم درس إضاعة الفرص فأحرز ريكاردو كاكا هدفاً خامساً في
الدقيقة الـ79 بعد إنطلاقة جديدة من رونالدو ليمررها لكاكا المندفع من
الخلف والذي انطلق إلى داخل المنطقة وأودعها في المرمى محرزاً هدفاً خامساً
قبل أن يحصل كريستيانو رونالدو على ركلة جزاء جديدة للريال كان فيها عرقلة
من بيريس وسقوط متأخر في نفس الوقت من CR9 لكنها في النهاية هزت الشباك في
الدقيقة 86 عن طريق تشابي ألونسو رغم إعادة الحكم إياها لتنتهي المباراة
بنتيجة كبيرة لصالح الريال رفعت رصيده إلى 56 نقطة واستمر ثانياً بفارق
نقطتين خلف البرسا فيما بقى فياريال عاشراً بـ29 نقطة.