صلوات الله عليه و سلامه ....
هي أمنا ..
هي وسام شرف لكل مسلمة ..
تاج الوقار و العفة و حسن التبعل ..
هي قدوة نساء العالمين و يكفينا ذلك عزة و فخارا ..
كيف لا يكون هذا و الحميراء زوجة أشرف المرسلين و أم المؤمنين ..
و ابنة أقرب المقربين إلى رسول الله ..
هي الصديقة بنت الصديق ..
أحب اثنين إلى حبيبنا رسول الله صلوات الله عليه و سلامه ..
رضي الله عنهما و أرضاهما و جمعنا بصحبهما يوم الجمع ..
قد ملكت قلبه رضي الله عنها بحسن عشرتها و تبعلها و حسن إسلامها ..
تزوجها بكرا و تربت في بيت الصديق في طفولتها و هو أول المسلمين ..
ثم انتقلت عروسا مباركة إلى زوجها صلوات الله عليه و سلامه ..
فكانت أحب زوجاته إليه ..
و كان يقول لها صلوات الله عليه و سلامه ..
حبي لك كعقدة في حبل!!!!! فتضحك هي رضي الله عنها..
ثم كلما مرت عليه سألته: كيف حال العقدة يا رسول الله؟
فيقول : كما هي........
صلوات ربي و سلامه عليه ..
ذاك هو الحب الطاهر النقي ..
ذاك حب يحتذى و تلك مدرسة الحب النبوية ..
و هؤلاء هم أساتذتها و معلميها ..
عاشت زاهدة على قليل قوت و زاد ..
لم تدخر في بيتها شيئا من مال و لا سواه ..
إلا و تصدقت به ..
و أطعمت به ..
حتى التمرة كانت تقسمها إن ضن البيت بما فيه ..
لم تعرف النساء مثلها ..
في الطب كانت موسوعة عظيمة ..
في الأنساب نالت حظا من والدها كبيرا ..
في الشعر كانت نابغة ..
وفي الفقه كانت أفقه الناس ..
و في علم الحديث خير راوية لأحاديث سيد المرسلين ..
كانت تلازمه و تسأله عن أمور الدين دقها و جلها ..
ثم تخبر عنها و تعلم و تجيب عم تسأل عنه ..
فقد كانت تقصد من قبل المسلمين للسؤال عن أمور الفقه ..
شديدة الذكاء و الفطنة ..
و حتى القتال لم تسبقها مواكبه ..
فارسة شجاعة ..
لله درك يا حبيبة القلب و درة الفؤاد ..
لله درك من زوجة و من مسلمة و من مؤمنة ..
كيف بذلك القلب الرقيق أن يطعن ..
كيف راقت قلوب الآفكين أن تلوك عفتك ..
و كيف طاقت قلوب الآثمين تدنيس الصفاء الذي حرمت منه تلك القلوب القاسية ..
بالله عليك ليت ذلك الألم في قلبي و ليس في قلبك و لا قلب حبيبك و حبيب أمته ..
لكن الله اصطفاك لشديد ابتلاء ..
حتى كشف الغمة بعد صبر عظيم ..
حتى تتنزل في تبرئتك آيات تتلى على مر العصور و الأزمان ..
قد قال تعالى : ..
(إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم ) ..
بشراك أم المؤمنين ..
بشراك يا عائشة ..
بشراك يا علم الطهر و العفة و الشرف ..
بشراك تلك براءة من الله ...
هنيئا لك حب الله و رسوله ..
هنيئا لك تلك المحكمة الإلهية ..
هنيئا لنا أمومتك ..
هنيئا لكل مسلمة أنت ..
و الله إنه لتاريخ تبكي لمضيه المقل ..
و إنه لعصر قد ولد حتى لا يموت ..
فها هي قدوتكن يا نساء المسلمين ..
بل يا نساء العالمين ..
هن نساء بيت النبوة ..
رضي الله عنهن و أرضاهن ..
و صلـــــ الله و سلم و بارك على سيد المرسلين و على آله و صحبه أجمعين