المتحيز.. لا يميز! الإعلام الرياضي.. جان أم مجني عليه؟! الفضائيات بين مطرقة الانتقادات وسندان القضايا والاتهامات

حالة من الجدل والانقسام حول الإعلام الرياضي.. وما إذا كان يقوم برسالته
المرسومة له أم ضل الطريق ودخل في نفق المشاحنات والانتماءات والتحيزات..
هذا الجدل يصيب بصفة خاصة القنوات الفضائية وبرامجها الرياضية.. وتباينت
الآراء حول ما تحققه من هدف التنوير والتثقيف.. لكنها اتفقت علي أن
الفضائيات الرياضية وبرامجها دخلت في مسار آخر غير مسارها الطبيعي ودخلت في
معارك بسبب عدم تمييزها للألوان تارة وتحيزها الواضح تارة أخري بالإضافة
إلي الحروب والمعارك الجانبية لأسباب شخصية.

الإعلام الرياضي وماذا حقق وما هي إيجابياته وسلبياته ومشاكله؟!.. كان
هذا هو محور أسئلتنا لعدد من الإعلاميين في محاولة لوضع النقاط فوق الحروف
حول هذه القضية المهمة.

** الإعلامي الشهير فهمي عمر أشهر من قدم الرياضة في الإذاعة المصرية
أكد في بداية حديثه علي أهمية الحياد والشفافية في العمل الإعلامي وقال:
هكذا تعلمنا أن يكون الإعلامي متسما بالشفافية والحياد المطلق والبعد عن كل
ما يتنافي مع ميثاق العمل الإعلامي.. لكن للأسف هناك إعلام يميل إلي
الانتماء بل والتعصب لهذا اللون أو ذاك مما يثير التوتر ويؤجج التعصب في
الوسط بين الجماهير إضافة إلي خروج بعض المعلقين ومقدمي البرامج عن النص في
الكثير من القضايا الحساسة والتي تتعلق بالانتماءات لهذا النادي أو ذاك
وكلها أمور تخرج عن المباديء والأسس الإعلامية السليمة التي يجب أن يتمتع
بها الإعلامي الرياضي.. فإذا نظرنا إلي التعليق علي المباريات مثلا نجد أن
هناك معلقين دخلوا المجال من الأبواب الخلفية وعليهم ملاحظات كثيرة.

وأكد الإعلامي فهمي عمر علي ضرورة التزام كل الإعلاميين في المجال
الرياضي بمباديء الشرف الرياضي خاصة وأن هناك من يعملون في الإعلام الرياضي
لم يدرسوا المهنة ولم يتعايشوا معها عمليا.

قواعد مهنية

** الإعلامي حسام فرحات - رئيس قناة النيل للرياضة السابق - أكد أنه لو
التزم كل إعلامي بتطبيق القواعد المهنية لن يكون هناك مشكلة فالحيادية
وتقصي الحقائق أهم القواعد وأري أن الإعلام الرياضي ليس في خطر فتعدد وتشعب
القنوات المتخصصة والعامة التي تعمل في مجال الرياضة تضاعف مما يمنح
المشاهد حرية اختيار القناة التي يريدها.

وقال إن المشكلة التي يعاني منها الإعلام الرياضي تتمثل في التخلي عن
قواعد وأصول المهنة الموجودة فقط في الكتب ودورات التدريب ولدي الرواد في
هذه المهنة والذين حددوا الإطار الذي نعمل فيه وتبقي بصمة الفرد وهدفه فإذا
كانت لديه الرغبة في عمل إعلامي محترم سيسير في طريقه واتجاهه ولو أراد أن
يحيد عن الطريق السليم ولم يوقفه أحد فتلك هي المشكلة.

وأشار فرحات إلي أن بعض المؤسسات الإعلانية تقوم بفرض لاعبين معتزلين
بأعينهم علي البرامج بهدف جلب الإعلانات والدخول في متاهات برامج الإثارة
والجرأة في التناول والعنف في الأداء مما يجعلنا نطرح السؤال: هل الإعلان
يفرض رؤيته أم أصول العمل الإعلامي هي التي يجب أن تسود؟!.

وأري أن طوق النجاة من هذه المشاكل يكمن في تحقيق التوازن بين الشقين
بين الإعلان وأهميته ومقتضيات العمل الإعلامي وقواعده وأصوله.

للإعلام.. أصول!

** الناقد الرياضي الكبير عبدالرحمن فهمي يؤكد أن الإعلام الرياضي خرج
عن المسار فمفترض منه أن يوجه التوجيه السليم من خلال النقد وأن يمتدح كل
ما هو إيجابي وأن يذكر الأخطاء ويعمل علي تقويمها فالتوجيه يعني نقداً
ومدحاً وليس إظهار السلبيات والانتقاد علي طول الخط فلابد من ذكر الأخطاء
للاستفادة منها وعدم تكرارها.

قال: إن رجل الشارع العادي يستطيع أن يوجه ما يريده من انتقادات لاذعة
لكن الإعلامي لابد أن يلتزم بأصول النقد والمحافظة علي أصول العمل الإعلامي
مشيرا إلي أن هناك الكثير ممن التحقوا بالعمل في مجال الإعلام الرياضي لم
يدرسوه أو يتعلموا أصوله وهذا هو مكمن الخطورة والتي تحدث الخلل في هذه
المنظومة وبالتالي ليس لوزارة الإعلام سلطان علي الفضائيات الخاصة أو الصحف
المستقلة والخاصة لكنها تستطيع أن تسيطر علي ما تملكه من قنوات وأري أن
هناك عدداً ممن يعملون في القنوات التي تقع تحت سيطرة الوزارة لا يصلحون
لهذا العمل الإعلامي والظهور علي تلك الشاشات.

وحذر من خطورة قنوات الأندية في المستقبل إذا لم تلتزم بقواعد ومباديء
وأصول العمل الإعلامي الرياضي وإذا لم تفعل ذلك فإن الصراع سيحتدم بين هذه
القنوات وبالتالي سيزيد ذلك من حدة التوتر والتعصب بين جماهير الأندية
وطالب عبدالرحمن فهمي المسئولين عن الإعلام الرياضي مسموعاً ومرئياً
ومقروءاً كل في جهته بضرورة انتقاء من يحملون مسئولية القلم أو الظهور أمام
الشاشة ملتزمين بميثاق العمل الإعلامي.

وحذر فهمي أصحاب الفضائيات الخاصة الذين يسعون إلي الإثارة لزيادة نسبة
المشاهدة وقال إن الإعلام الواعي المحترم صاحب رسالة التنوير والتثقيف هو
الذي يحوذ الثقة ويستحوذ علي اهتمام المشاهد.

الحيادية الغائبة!

** الناقد الرياضي عبدالفضيل طه أعرب عن أسفه لما وصل إليه حال الإعلام
الرياضي بعد أن أصبح مجالا لمن لا يعرفون معني كلمة الإعلام مشيرا إلي أن
نتيجة لذلك غابت الحيادية عن البعض عندما يتناولون قضية أو مشكلة ما لأنهم
يتلونون بألوان انتماءاتهم ولا يدركون خطورة هذا التميز في إثارة التوتر
والتعصب.

وطالب طه بوقفة مع الإعلاميين ولو بينهم وبين أنفسهم لتذكيرهم
بالالتزام الدائم بالحياد وأن يجعل كل واحد منهم حبه الشخصي لهذا النادي أو
ذاك في قلبه بعيداً عن الورق أو الميكروفون أو الكاميرا لأنه من الطبيعي
أن يكون لكل إنسان انتماؤه لكن هذا الانتماء يجب أن يختفي ويتواري عندما
يتحدث الإعلامي عن مشاكل وقضايا الرياضة بصفة عامة.

وأكد طه أن عدم احترام الرأي والرأي الآخر واختفاء لغة الحوار الهاديء
بين الإعلاميين وبعضهم البعض جعلت الإعلام يحيد عن الطريق السليم والصحيح
فكثيرا ما نشاهد أو نقرأ انتقادات حادة جدا ليس لواقع أو حدث ما ولكن لمن
يدلي برأيه في ذلك لا يسير وفق هوي بعض الإعلاميين.

حالة فوضي

** أيمن أبوعايد - رئيس رابطة النقاد الرياضيين - أكد علي أن الوسط
الرياضي يعيش في حالة فوضي إعلامية نتيجة أن مهنة الإعلامي أصبحت مهنة من
لا مهنة له والمسئول عن ذلك الدولة فكان يجب من البداية تبعية إطلاق
الفضائيات الخاصة لوزارة الإعلام بدلا من هيئة الاستثمار فهي القادرة علي
وضع ضوابط وآلية للعمل وتحديد أهداف وخطة عمل كل قناة.

كما أن علي الإعلاميين رواد الجيل الأول وليس الصحفيين العاملين في
الإذاعة والتليفزيون وكل من التحق بالمهنة بأن ينهضوا للدفاع عن المهنة
بالحد من الدخلاء عليها فليس بالضرورة أن كل لاعب أو نجم يستطيع أن يتحول
للعمل في مجال الإعلام دون أن تكون لديه مؤهلات ليست علمية ولا ثقافية ولكن
المقاييس التي يجب أن تتوافر في الإعلامي من صورة وصوت ومعرفة اللغة وما
الذي يقال والذي لا يجب أن يقال لأنه لا يخاطب نسبة صغيرة بل غالبية عظمي
من المتلقين فأصبح تأثيرها علي المجتمع أكبر من ذي قبل.

وأكد أبوعايد أن بعض الإعلام للأسف أصبح متلونا وكثر النقد الهدام الذي
يخدم الانتماءات وليس الصالح العام وطالب بتدخل وزارة الإعلام مع المجلس
القومي للرياضة والدعوة لمؤتمر تحت رعاية رئيس الوزراء الذي يستطيع تصحيح
مسار هذه الفضائيات وإعادتها للإعلام الحقيقي من أجل المحافظة علي شكل
الإعلام المصري وريادته.

» قوانين منتدي الرياضي
» اجتماعات الزمالك دورية.. لحسم القضايا الكروية مذكرة قانونية أمام التظلمات.. ومكافأة كاملة لمباراة الاتحاد
» الاتحاد المصري يشكو الجزائر للفيفا ويهدد بتجميد النشاط الرياضي
» شحاتة يمنع وسائل الإعلام من حضور المران
» كودجا يصل بنجيلا.. ويرفض الحديث لوسائل الإعلام