كل الجروح لها دواء وتطبيب
إلا جرح الحبيب ليس له مداو أو طبيب
عندما تكون متيقنا بأنه لن يجرحك
ويتلاشى يقينك بجرح ينزف دموعاً وألآمــاً
عندما تعتقد إنك وإن أخطأت
سيحيطك بلطفه تستيقظ على كابوس قسوته
عندما تظن أن دموعك ستؤثر فيه
لتجده يغضب منك فيجرحك ويؤلم مشاعرك
لأسباب لا تحتاج منه هذا الغضب
عندما لا تعلم إن كان خطأك يستحق كل هذا التأنيب
فتراه يزيد في عناده ويواصل في جفائه وقسوته
عندما تعتقد بأنك تتجنب كل ما يفجر غضبه
لترى شرارة إخفاق منك تشعل نيران الحريق
وعندما تتمنى أن يطيب خاطرك
ويمسح بيده على موضع ألـــمك
تراه لا يحقق لك هذه الأمنية
ولا تنال منه إلا ما يشعرك بالقهر والحيرة
ولا تجد لهما تفسير
عندما تسكنه بين أضلعك
وتسقيه من ماء روحك
وتهديه أسرار قلبك
فلا يقيم لهم وزناً
ويتركك في عتمة عذاب الضمير على ما اقترفته
أصعب الحب عندما لا يحس بك من تحبه
وأصعب الحب عندما تهمس بألمك فلا يسمعه
وعندما يصبح غناؤك بكاءاً لا يلمحه
أصعب الحب عندما يجرك ظلم الأيام إلى عالمه
فتدور في فلكه وتضيع في مجرته
وهو لا يعلم أنك موجود عنده وفي حوزته
ما أصعب أن تنام فيسرق حبك له وغرامك به
من جفنيك لذة الأحلام
وأن تسهر لياليك وحيداً فتحيطك أشباح هجره
وذعرك من أن ترتكب ما يجعلك تفقده
وهل هناك أقسى من انتظارك لكلمة منه
ويطول الانتظار دون سماعك صوته
فيملأك الحزن والألم
وتترقرق الدموع في محجر عينيك
شوقا لتعود معه
تشتاق إليه وتحن ليديه
وتتلهف لأحضانه ولكن كبرياؤك يمنعك
ويقف حائلا بينك وبينه
تلك اللحظات الرائعة التي مرت بكما
حتى لا يملؤك الغضب منه
والأدهى من ذلك بأنك تحبه
وستعيش حياتك بلياليها وأيامها
بشهورها وسنينها وأنت غارق لأذنيك بحبه
وسيبقى قدر سعادتك معلق بحبل عطفه
ليأرجحك بين رضاه وغضبه
ويعبث بمشاعر صادقة رقيقة
قد يفسدها بعده
وستستيقظ مع كل بزوغ فجر
مودعاً حلما كان هو بطله
وتستقبل يوماً جديداً
لا ترى من حلاوة شروق شمسه
إلا روعة ملامحه
وتقصي من حولك لتصبح جميع هالاتك
تحيط به وتطوف من حوله
وكأن سحراً خفياً
بخيوط من حرير يشدك لعالمه
وتبقى عباراتك وكلماتك حبيسة صوتك
لأنه هو من يطلقها ويحررها
ولا يستطيع أحد غيره
رغم العوائق والفوارق وامتداد المسافات بينكما
إلا أنه يبقى أقرب إليك من الهدب لجفن عينك
وإن غزى البياض شعر رأسك
سيبقى حبه بين تلك الخصلات
التي مازالت تحتفظ وتتباهى بشبابها
وفي لحظات صفائك
تكون ابتسامته هي النقاء والروعة
ومن يضفي على دنياك طعم الحياة ونكهتها
ومهما آذاك جفاؤه وعناده واللا مبالاته
فالأعذار دائما حاضرة لتسامحه
و تغفر له
وإن حصل وتاه بك الدرب عن عناوينه
سيكون حبك له بوصلة ترشدك لدربه
وإن هطل مطر أشواقك واشتياقك
على أرض مشاعره
ولم تنبت أزهارك حول سياج قلبه
ستظل قطرات نداك تتلألأ
على أوراق أغصانه
فلا أهلاً ولا سهلاً
ليوم لا يرحب ويحتفل بوجودك بقربه
واستمتاعك برفقته
وتراك تقول لنفسك تبا للقلم
إن لم أمسكه بين أناملي ليخط له آمالا وردية
تلون ما أختفى وبهت من ألوان حياته
تتراقص صفحة وجهك
على سطح مياه عشقه
التي تحوي زمرد ومرجان أعماقه
دعه يرحل ثم استجديه بأن يعود
واستمتع بعذاب وغموض حضوره وغيابه
وإن فتحت صندوق أحلامك المزركش
بصدقه وطيبته سيذهلك
بأنه لا يحوي إلا رسائل حبه
ومعزوفات غرامه
ليجدد بك الأمل
بأن الغد دائما أجمل
بوجود طيفه في كل ركن
من أركان روحك
الجمعة يناير 29, 2010 8:36 pm
